أشرف وزير المالية، السيد لعزيز فايد، بمقر البنك الوطني للإسكان، بمعية وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، السيد ياسين المهدي وليد، اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024، على فعاليات افتتاح أشغال ورشة عمل حول "ديناميكية وإستراتيجية السوق المالية الجزائرية" كوسيلة لتمويل اقتصاد البلاد، بحضور المدير العام لبورصة تونس، والمدير العام للخزينة والمحاسبة، ورئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها، ورئيس الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين، والمفوض العام للاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين وممثلي المؤسسات المالية، والخبراء والمشاركين.
وأفاد السيد الوزير في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن الجزائر تواجه على غرار العديد من اقتصادات العالم تحديات معقدة من جهة، وتتمتع بفرص كبيرة من جهة أخرى، مضيفا أن السياق الدولي غير المستقر والتطورات التكنولوجية تتطلب تحديث النماذج الاقتصادية والمالية، مما يستدعي تنويع مصادر التمويل وإعادة توجيه رؤوس الأموال نحو القطاعات الواعدة والمبتكرة والتي تعدّ أساسية لتحويل الاقتصاد الوطني.
ومن هذا المنطلق، تشكل السوق المالية رافعة رئيسة، حيث يمكن لسوق ديناميكية وشفافة ومتاحة أن تغدو محفزا للنمو، من خلال تعبئة رأس المال الخاص وتسهيل تمويل المؤسسات، لا سيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
هذا وقد نوّه السيد فايد بضرورة تحويل السوق المالية الجزائرية وآلياتها التمويلية بهدف تحسين كفاءتها وجاذبيتها، مشيرا إلى أن إسهامها في تمويل الاقتصاد الوطني لا يزال محدودا. وأتبع قائلا في هذا الصدد إن وضعية بورصة الجزائر الحالية، تتطلب تكثيف جهود جميع الفاعلين العموميين والخواص لتنشيط الساحة المالية وجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين، وذلك بتشجيع الشراكات العمومية والخاصة على حد سواء، على اتخاذ قرار الدخول إلى البورصة واستعمال السوق المالية كبديل للتمويل من أجل دعم توسعها وتعزيز حوكمتها وقدرتها التنافسية.
وفي هذا الإطار، قدّم عدة محاور إستراتيجية لأجل بلوغ هذا المسعى، على غرار إرساء الإصلاحات التنظيمية والمؤسساتية، وزيادة السيولة ومشاركة المستثمرين المؤسساتيين، وكذا تشجيع الابتكار المالي، بالإضافة إلى تحسين الثقافة المالية وتطوير تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
كما أكد السيد وزير المالية في أعقاب كلمته على التزام وزارة المالية والحكومة بدعم هذا التحول، ذلك بأن تنويع الاقتصاد الجزائري وتنشيط السوق المالية مرتبط بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية، الأمر الذي يدعو لمواصلة الإصلاحات اللازمة قصد تسهيل الوصول إلى التمويل وتشجيع الاستثمارات ودعم نمو الشركات بشكل فعال.
وأبرز في الختام الأهمية التي تكتسيها هذه المبادرات، حيث ستساعد هذه الورشة على جعل السوق المالية الجزائرية أداة فعالة لتمويل الاقتصاد، معربا عن امتنانه لبورصة تونس لمشاركتها في هذا اللقاء، وداعيا لتعزيز علاقات الأخوة بين البلدين من خلال تبادل الخبرات على وجه الخصوص.
وعلى هامش هذا الحدث المنعقد على مدار يومي (20 و21 أكتوبر)، شهدت أشغال الورشة في يومها الأول مداخلات ومناقشات من طرف الخبراء والمشاركين، حيث تناولت من الجانب التونسي، مداخلة نائب المدير العام لبورصة تونس لمحة عامة عن السوق المالية التونسية، وسلطت مداخلة المدير العام لبورصة تونس الضوء على دور المؤسسات والشركات العمومية في تطوير السوق المالية، في حين تمحورت مداخلات الجانب الجزائري حول مواضيع متشعبة في هذا الشأن، من بينها الديناميكية الحالية للسوق المالية الجزائرية، والتحديات الأساسية التي يواجهها الوسطاء في عمليات البورصة من أجل تحسين فعالية السوق المالية وسيولتها، فضلا عن عرض حول خبرة القرض الشعبي الجزائري.
